انتهت المناسبة العالمية كأس العالم وحملت فرنسا كأس البطولة الكبرى، كنت خلال البطولات اشاهد مبارياتها بمتعة وترقب ومتابعة مثل غيري، اكتشفت أثناء متابعتي أن هناك الكثير من الدروس التي يمكننا تعلمها والاستفادة منها واسقاطها على حياتنا الخاصة والعملية، واليكم بعض أهم النقاط التي التقطتها:
اللاعب الواحد لايصنع الفريق ولا الفوز
شاغل الدنيا وساحر المستديرة ميسي وكذلك رونالدو ونيمار من نجوم الصف الأول والذي كثيرا ما حملوا فرقهم لمنصات التتويج خير مثال على أن اللاعب الواحد مهما بلغت مهارته فلن يستطيع تحقيق النتائج دون عمل متكامل.
وكذلك في حياتنا العملية فمهما بلغت مهارة الموظف أو المدير فلن يستطيع تحقيق النتائج دون العمل مع فريق جيد.
الأسماء لا تصنع دوما النتائج
كرواتيا الحصان الأسود في البطولة والتي أذهلتنا وأجبرت الجميع على التصفيق لها كانت بقيادة المدرب زلاتكو وهو ليس من مدربي الصف الأول
فى 2010 قام بالانتقال للعمل بالخليج وكان مدربا مغمورا، بدأ بتدريب نادي الفيصلي السعودي وهو من أندية الوسط و لمدة عامين ثم درب الفريق الأولمبي لنادي الهلال لعام واحد ثم درب الفريق الأول لنادي الهلال بشكل مؤقت في عام 2013. ثم العين الإماراتي وهاهو يصل بفريقه لنهائي كأس العالم.
القائد القوي من أهم أسباب الانتصار
مدربي كرواتيا وفرنسا قطبي نهائي كأس العالم أظهرا قدرات قيادية عالية.
لعب مدرب كرواتيا زلاتكو دورا حاسما فى تغيير ثقافة الفريق لكن أكبر تحدي واجهه كقائد عندما رفض لاعبه الشهير نيكولا كالينيتش النزول كلاعب بديل فى المباراة الأولى أمام نيجيريا، بداعى الإصابة في الظهر.
وتعامل زلاتكو بصرامة مع هذا الموقف عندما أعاد مهاجم ميلان الايطالي من حيث أتى بعد 5 أيام فقط من انطلاق البطولة لتتقلص تشكيلته إلى 22 لاعبا، لكنه أحكم قبضته على الفريق.
ليس كل شخص ماهر مناسب للقيادة
ميسى لايختلف عليه اثنان أنه لاعب رائع لكنه ليس قائدا جيدا، وهذا واضح جدا في الملعب، في عام 2016 عندما سئل مارادونا عن ميسي أجاب أنه لا يملك شخصية قيادية بما يكفي لتمكنه من حمل فريقه وقيادته.
وكذلك في حياتنا المهنية فليس كل موظف ماهر ومجتهد يصلح أن يكون قائدا جيدا.
الحظ جزء من اللعبة والحياة لكنه يحب المجتهد
ليس دوما الأقوى والأفضل يصبح في المقدمة. الحظ قد يخدمنا أحيانا، كرواتيا التي قدمت مستويات مبهرة هناك فرق اقوى منها ولكن لا أحد ينكر أن ركلات الترجيح أسدت لها خدمة كبيرة و كانت سببا في إيصالها للنهائي.
وكذلك في حياتنا المهنية قد نجد موظفا يتصدرالمشهد و يتقدم الصفوف ونتساءل باستغراب، كيف لهذا الموظف أن يصل لما وصل له رغم وجود موظفين أفضل منه بمراحل.
الإنسحاب في الوقت المناسب
الحارس المصري العملاق عصام الحضري ذو ال 45 عاما واتته فرصة ذهبية لإعلان اعتزاله الملاعب إلا أنه أضاعها من يديه ولم يعتزل وواصل اللعب بالتعاقد مع أحد الأندية المصرية.
وكذلك في حياتنا المهنية ينبغي على الموظف معرفة توقيت انسحابه من المنشأة والاستقالة في الوقت الصحيح.
المنطق لاينتصردوما
ليس دائما المنطق ينتصر، فبالأرقام والتصنيف فإن الدوري الاسباني والإنجليزي افضل وبلا منازع من كرواتيا ودوريها،
وذات الشيء في حياتنا المهنية فليس بالضرورة أن الموظف الأفضل هو من يفوز بالمناصب، هناك عوامل اخرى تغير مواقع اللاعبين.
دراسة أسباب نجاح الآخرين
كرواتيا هي الحصان الأسود، ولم يتوقع الكثيرين وصولها إلى هذه المرحلة من كأس العالم، لكن نجاحها لم يأتي من فراغ، ما لا يعرفه الكثيرين أن هناك أكثر من300 لاعب كرواتي محترف في أشهر الدوريات الغربية، فقط لاعبين اثنين محترفان في الدوري الكرواتي.
وكذلك في حياتنا المهنية، قد نرى موظفا تم ترقيته لمركز وظيفي، فنستنكر ونعلق باستغراب، معقول رقوه!، معقول فلان؟، وفي الحقيقة قد يكون هذا الفلان لديه مهارة لانعلم عنها هي من أوصلته لما هو عليه.
معرفة نقاط قوتنا والتطوير عليها
مباراة بلجيكا واليابان خير مثال، اليابان ركزت على سرعة لاعبيها وكثفت هجماتها المرتدة، بينما بلجيكا ركزت على طول قامة لاعبيها.
وذات الشيء في حياتنا الوظيفية، ينبغي البحث نقاط القوة في داخلنا وتطويرها والعمل بها.
اعمل بذكاء أكثر من عملك بجهد
في المباراة النهائية، كانت كرواتيا محتفظة بالكرة لأكثر من ثلثي المباراة وكانت تهاجم بعشرة لاعبين لكن بدون خطورة فعلية أو تأثير فهي لم تسجل العدد الكافي من الأهداف. بينما نجحت فرنسا في التسجيل في ثواني قليلة من استحواذها للكرة وب 3 لمسات للكرة.
وذات الشيء في حياتنا الوظيفية، فمثلا قضاء ساعات طويلة في العمل قد لايثمر ولا يحقق أهدافنا الوظيفية إن كانت طريقة العمل بشكلعشوائي وبلا خطة