تفاجأ جميع الموظفين بورقة معلقة على باب ادارتهم موقعة من مديرهم يقول فيها: بالأمس توفي الشخص الذي كان عقبة في طريق نجاحنا و معيقاً لتقدمنا في هذه الشركة، أدعوكم جميعاً للحضور لغرفة الإجتماعات لإلقاء نظرة الوداع على الميت و للحديث عن مستقبلنا.
انتاب الموظفين مشاعر مختلطة، الأولى حزن على موت زميل لهم، و الأخرى فضول كبير لمعرفة من هذا الشخص الذي توفي وكان عقبة لتقدمهم.
في منظر مهيب بدأ الموظفين بالتدافع للوصول لحجرة الإجتماعات حيث يستقر نعش زميلهم المتوفي في مقدمة الحجرة.
حين بدأ الموظفين بالإقتراب من التابوت لرؤية زميلهم المتوفي انعقد لسانهم و لم ينبسوا ببنت شفة، فلم يجدوا جثة، كل ما وجدوه هو مرآة موجودة مكان الجثة وما أن ينظروا في المرآة حتى يروا أنفسهم. وبجانب المرآة كانت هناك ورقة مكتوب فيها: هناك شخص واحد من كان يعوقنا من التقدم والنجاح، هذا الشخص تجدونه في المرآة.
انتهت القصة.
“>
إن أكثر ما يدفعنا للوصول لأهدافنا هو ذواتنا فقط، و أكثر ما يعوقنا كذلك هو ذاتنا أيضا.
مخطئ من يظن أن مجرد تغيير شركته، مديره، أو زميله في العمل سيغير حياته.
لن يحدث هذا التغيير ما لم نتغير أولاً، فالتغيير يبدأ منا.
من الجميل أن نعقد صفقة صلح مع ذاتنا قبل البحث عن شماعات نعلق عليها فشلنا، ومن الأجمل أن نتعامل مع ذواتنا وكأنها شخص هام يهمنا التقرب منه.
يقول مثل غربي: حياتنا كالبيضة،إن كُسِرت البيضة بفعل قوة خارجية تنتهي الحياة،وإن كُسِرت بفعل من بداخل البيضة تبدأ الحياة. الأشياء الرائعة تنبع من داخلنا.
عندما كان طفلاً صغيراً كان عمه يطلق عليه وعلى سبيل التهكم “سباركي”،وهي شخصية كرتوينة لحصان هزيل في إحدى المجلات الساخرة. فشل هذا الصبي في جميع مواد الصف الثامن وحصل على F. وفشل في مادة الفيزياء في المدرسة الثانوية إثر حصوله على صفر ، فشل أيضا في اللغة اللاتينية، والجبر والإنجليزية، حتى سجله في مادة الرياضة لم يكن بأحسن حالاً من بقية المواد التي فشل فيه، لذلك لم يكن أحداً من زملاءه يدعوه للمشاركة في اللعب.
طوال فترة شبابه الأولى كان طالباً خجولاً ليس له علاقات اجتماعية .لم يكن طالباً محبوباً بين زملائه ولم يكن يهتم به أحد، أو يبادره بالتحية، كان يخاف كثيراً من أن يكون محط سخرية زملاءه، كان سباركي يشعر دوماً أنه خاسر. لكنه اعتاد التعايش مع ظروفه
كان الشيء الوحيد الذي يفرغ فيه طاقته ويشعر بثقة أمامه هو الرسم، وكان فخوراً بأعماله الفنية، لكن لم يكن ثمة أحد يُقَدِّر أعماله الفنية أو يشجعه. ولكن ذلك لم يهبط من حبه الجارف لهوايته.
في آخر مرحلة من الثانوية، قدم بعض رسوماته إلى لجنة المسابقات في المدرسة، لكنهم رفضوها بحجة عدم وجود لمسة إبداع في رسومه.
و بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، تقدم بعينة من أعماله إلى استوديوهات والت ديزني العالمية.إلا أن جميع أعماله قوبلت بالرفض.وكأنها تأكيد رسمي أنه شخص غير موهوب وفاشل. كانت كلمة ” سباركي” التي كان يسخر بها عمه منه تتردد في مسامعه.
رغم كل هذه الظروف المحبطة وضربات الفشل المتتالية لم يستسلم سباركي.و بدلاً من ذلك، قرر أن يحكي قصة حياته مع الفشل عبر رسوماته.
فأبتكر شخصية فريدة وجعل من نفسه الشخصية الرئيسية في رسوماته ” حيث رسم صبياً يخسر على الدوام و يفشل في كل شيئ.
شيئاً فشيئاً بدأت رسوماته تنتشر بين الناس حتى باتت هذه الشخصية المرسومة محببة لديهم لأنها كانت تتكلم بلسان جميع من مروا بتجارب فشل.
بعد ذلك أصبحت رسومات ” سباركي” أو تشارلز تشولتز وهذا اسمه الحقيقي ذات شهرة عالمية. و عُرف بإسم ” الصبي الذي مر بتجارب فشل كبيرة ولم يستلم”
أصبحت شخصيته المرسومة ملهمة للكثير من الناس.و باتت الشخصية الأشهر من بين الشخصيات وقرأها ما يقارب من ٣٥٥ مليون قارئ حول العالم من ٣٥ دولة وترجمت لـ ٢١ لغة
إن قصة سباركي قصة ملهمة لكل اللذين أصابتهم خيبات أمل من الحياة وفشلوا في تحقيق أهدافهم حتى سكنهم اليأس، ومصل رائع ضد الخوف من الفشل لكل من يبدأ بشق طريقه.
قصته تعلمنا كيف نحيل ضعفنا إلى قوة، وكيف أن إيماننا بذواتنا وموهبتنا سينتصر في النهاية حتى لو اجتمع الخبراء على رأي واحد وأكدوا خلونا من الموهبة.
رائع هو طعم النجاحات المتتالية
ولكن النجاح بعد سلسلة من الإخفاقات طعمه أروع.




