4 out of 5 dentists recommend this WordPress.com site

Category Archives: واو “ايجابيات الغرب”

في ظل الانفتاح الكبير لمجتمعنا ودخول المرأة بقوة لمجال العمل المختلط مع الرجال، بات التواصل والاحتكاك بين الجنسين أكثر.  وهنا ستظهر للسطح قضية مسكوت عنها نظرا لحساسيتها ولطبيعة مجتمعنا.

هذه القضية يمكن تلخصيها في سؤال ” ماذا لو تزوج المدير موظفته أو المديرة موظفها؟

كيف ستُضبَط علاقة العمل في ظل تضارب المصالح؟

ماذا لو انتهت العلاقة بين المدير ومرؤوسه الذين تربطهما علاقة، وتحصل أثناءها المرؤوس على تقييم وظيفي ضعيف كان فعلا يستحقه لأدائه السيء، ثم رفع المرؤوس شكواه وتظلمه من التقييم؟ كيف سيتم التعامل مع هذه الحالة؟

ماذا لو حصل المرؤوس على ترقية من مديره أو زيادة أجر واعترض الزملاء؟

ماذا لو تم ترقية طليقك وأصبح مديرك المباشر أو العكس؟

هذه مجرد أمثلة و سيناريوهات للمشاكل المحتملة التي قد تظهر في حالة عدم ضبط هذه المسألة وهي غيض من فيض وتجعلنا نسأل أنفسنا:

هل تمتلك ادارة الموارد البشرية في منشأتنا برنامجا متكاملا يشمل سياسة واضحة تضبط علاقة الجنسين ويشمل أيضا برامج تدريبية توعوية للحفاظ على بيئة عمل صحية بعيدة عن التوترات والشائعات مثلما فعلت كثير من المنشآت الغربية بوضعها سياسة واضحة في هذه الشأن تشير صراحة بمنع حدوث ارتباط بين الرئيس ومرؤوسته أو الرئيسة وموظفها، كما تضع عقوبات واضحة في حالة كسر النظام قد تصل لإنهاء الخدمة، كما أن هذه السياسة تشير أيضا للتحرش وتعريفه وإعطاء أمثلة واضحة ليفهمها الموظفين ويوقع الجميع عليها. أيضا يتم اعطاء المشرفين والمدراء دورات تدريبية تثقيفية متعلقة بمفهوم التحرش الجنسي وتعريفهم بالعلامات والمؤشرات التي تدل على وجود “تحرش مثلا” للتحقيق في الأمر ولنقل ماتعلموه بدورهم لموظفيهم.

صورة مدير ماك

شركة عالمية مثل ماكدونالدز قامت دون تردد بفصل رئيسها التنفيذي ستيف ايستربروك بعد اكتشافها أنه على علاقة مع احدى موظفاته، مخالفا بذلك سياسة الشركة وقواعد السلوك العام والتي تنص صراحة على ضرورة  تجنب كل ما من شأنه أن يؤثر سلبا على بيئة العمل، كما يمنع وجود علاقات بين الموظفين سواء بين المرؤوس والرئيس المباشر أو الرئيس الأعلى”

قرار فصل ستيف

أخي الموظف، أختي الموظفه:

قبل الإقدام على أي خطوة في هذا الاتجاه لنتذكر دوما المثل الإنجليزي الحكيم الذي يقول:  لا تضع قلمك في محبرة الشركة.

 You don’t dip your pen in the company ink.” “

 

تنويه:

لو فكرت عزيزي المسؤول في تبني فكرة المقال ووضع سياسة لضبط علاقات موظفيك كما تمنع زواج الرئيس بمؤوسه، يجب الرجوع قبل اعتماد السياسة وتوقيع موظفيك عليها أن تستشير قانونيا وكذلك ترجع لوزارة العمل كي لاتقع في مخالفات أنت في غنى عنها.

 


%d8%aa%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b4%d8%a2%d8%aa-%d9%85%d8%b9-%d9%88%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%a7%d8%b5%d9%84

لمن لم يتابع حادثة بلاش بربرة، فهي باختصار،أن أحد المدراء الكبار لمنشأة كبيرة طلب من أحد رؤساء الأقسام تنفيذ شيء ما. لكن الموظف رفض تنفيذ الطلب بحجة أنه مخالف للأنظمة، لم يحتمل سعادة المدير أن موظفا تحت ادارته يرفض طلبه، فأبلغ موظفه عبر الايميل بضرورة تنفيذ الطلب مذيلا ايميله بجملة مفادها ” نفذ الطلب وبلاش بربرة”، على اثرها قام الموظف بتقديم استقالته عبر الايميل والذي قبلها سعادة المدير، بعدها قام الموظف بنشر المحادثة الكتابية عبر وسائل التواصل. انتهت القصة.

سأنظر للحادثة من زاوية أخرى، فكلنا يتفق أن سعادة المدير قائل عبارة “بلاش بربرة” لم يتعامل مع الموقف بالطريقة المثلى كشخص على رأس الهرم و ظهر كشخص غير منضبط لا يسيطر على أعصابه و لا يحسن إدارة الأزمة أو إدارة موظفيه وظهر كمدير من المدرسة القديمة في الإدارة الذي يفصل بينه وبين موظفيه حواجز أسمنتية كثيرة.

 في المقابل فإن الموظف لم تكن ردة فعله بشكل حكيم، بل اتسمت بالانفعالية. فنشر المراسلات الداخلية للمنشأة عبر وسائل التواصل عمل غير احترافي ابدا له أبعاد سلبية على المنشأة و على الموظف الذي نشر المراسلات.
أضف إلى ذلك أن أي منشأة أخرى ستفكر الف مرة قبل ضم الموظف ناشر المراسلات. الدرس الأكبر المستفاد من حادثة “بلاش بربرة” أنه مهما تعرضنا من مواقف مستفزة فيجب أن تكون ردود أفعالنا متزنة و محسوبة و مدروسة.

وبنظرة سريعة الى الحادثة نكاد نتوقع أن المنشأة التي حدثت فيها القصة لا تملك سياسة منظمة للتعاطي مع وسائل التواصل الاجتماعي لتضبط تعامل موظفيها مع وسائل التواصل أسوة بالمنشآت العالمية الكبرى.

فشركة أديداس مثلا، تملك سياسة صارمة للتعامل مع وسائل التواصل وتطلب من جميع موظفيها و منذ اليوم الأول لعملهم التوقيع على هذه السياسة. و أحد بنود هذه السياسة هو منع نشر أي معلومات تخص المنشأة مثل المعلومات الموجودة في الشبكة الداخلية للمنشأة “ ايميلات المنشأت الداخلية”، عبر وسائل التواصل.

و منشأة أخرى مثل شركة Best Buy  تملك سياسة صارمة أيضا في كيفية تعامل موظفيها مع وسائل التواصل فهي تمنع موظفيها أن يكتبوا أي أمور عنصرية أو عرقية أو مذهبية في حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل.

%d8%a8%d9%84%d8%a7%d8%b4-%d8%a8%d8%b1%d8%a8%d8%b1%d8%a93

و شركة عملاقة مثل Walmart  قامت بفصل أحد مدراءها لأنه قام بعد نهاية الدوام بنشر صورة منقبتين وسخر منهما.

كما أن شركة HP  تجيز لها سياساتها بأن تطالب موظفيها بأن يقوموا بحذف أي تدوينة أو تغريدة تراها غير لائقة.

هذه المنشآت العالمية تؤمن جدا أن سمعة موظفيها جزء لا يتجزأ من سمعتها. لذا تهتم كثيرا بالحفاظ على صورة مشرقة لموظفيها كما انها وبطيقة غير مباشرة تساهم في ضبط المجتمع و تهذيب سلوكه من خلال ضبط موظفيها.

الكثير من موظفينا و من منشآتنا العزيزة تطبق المدرسة القديمة في الادارة و تؤمن أن علاقتها بموظفيها تنتهي بانتهاء الدوام الرسمي. وللموظف أن يفعل ما يشاء بعد ساعات الدوام الرسمي وهذا غير صحيح.

منذ هذه اللحظة على جميع منشآتنا التعلم من تجارب المنشآت الغربية في التعاطي مع وسائل التواصل و من حادثة “بلاش بربرة” لتحافظ على سمعتها و تواجدها في السوق، وعليها أن تبدأ فورا بإعداد سياساتها الخاصة بوسائل التواصل، كما أنه يتحتم على الموظفين والمنشآت على حد سواء أن يقتنعوا أن السمعة الوظيفية تتأثر بالسمعة الشخصية سواء أثناء ساعات الداوم أم بعده.


شكا لي عدم حصوله على تجاوب من مكاتب القبول و مشرفي الجامعات الغربية، وعندما قرأت سيرته ضحكت كثيرا من إيميله والذي كان
isis
 وهو الاختصار الإنجليزي لداعش، فقلت له: بالتأكيد لن يقبلوك، فقال: والله أنه الحرف الأول من اسمي و اسم أبي و جدي و عائلتي وقد
اخترته قبل ولادة أول كلب في داعش، قلت له: في هذه الحالة فقط تبرأ من اسمك الكامل وقم بتغييره فورا:
Smiley-Face
بعض التفاصيل الصغيرة التي لا ننتبه لها قد تستبعدنا من الفرص الوظيفية أو الدراسية و قد تسيء إلينا بشكل أو بآخر، والإيميل إحداها، ينبغي أن نختار الإيميل بشكل دقيق، فالمسألة أكبر من مجرد اختيار الحرف الأول من أسمائنا و أسماء أبائنا و عوائلنا.
.تخيلوا أن أحدهم اسمه أحمد سعد سعيد، تخيلوا كيف سيختصر اسمه بالإنجليزية في إيميل فيما لو اراد استخدام نفس النهج في الاختصار،    😂 جرَِبوا اختصار هذا الاسم
دققوا بارك الله فيكم عند اختيار ايميلاتكم و اختصاراتها.  حتى لا تسمعوا من هنا ومن هناك أحدهم يذكرك بمقولة الزعيم عادل إمام: بتحط نفسك في مواقف بايخاااااا.

pickpocket
بوب أرنو، نشَّال محترف و صاحب أخف و أسرع يد في العالم في سرقة المارة، حين قرر بوب التوقف عن عادته السيئة “النشل” و قرر أن يتحول لعنصر فاعل و مفيد في مجتمعه و في نفس الوقت يحول مهارته القديمة في خفة اليد الى مصدر رزق و مهنة، قرر بوب تغيير مساره و وجهته كلياً من  نشَّال محترف إلى محاضر محترف، ولكي يصل لهدفه لجأ إلى فكرة ذكية جداَ و بسيطة في ذات الوقت، فقد ثقف نفسه و طور مهاراته، ليكون جاهزاً  للدور الجديد في إلقاء محاضرات توعوية جماهيرية لكيفية الوقاية من النشالين، مستفيداً من خبرته الطويلة في النشل.

steal watches

 والآن، ماذا يمكن أن يستفيد الموظفين و الباحثين عن عمل من تجربة النشال المحترف “سابقا” و المحاضر حاليا “بوب أرنو”؟

قام بوب أولاً بدراسة طرق و أساليب النشل حول العالم و في مختلف الدول ليكون ملماً بطرق النشالين المختلفة وبالتالي يستطيع أن يقدم مادة ثرية في محاضراته، وهنا درس رائع و هام للموظفين و طلاب العمل فمتى استعد الموظف وجهز نفسه وقرأ كثيرا ًو جمع معلومات وافية عن طرق آداء و عمل الموظفين العاملين في نفس وظيفته في المنشآت حول العالم و في الشركات الكُبرى المنافسة فسيكون لديه مصدر معلومات رائع يساعده في تطوير نفسه و تشكيل اضافة كبيرة لمنشأته و بالتالي التقدم على زملائه، ولا عجب في ذلك فلديه مصدر قوة تميزه عن زملاءه، هذا المصدر اسمه المعلومة.

 يقدم النشَّال درساً مفيدا أيضاً لجميع الراغبين بالتغير الإيجابي، مفتاح هذا التغير هو أن نجهز أنفسنا للمرحلة الجديدة و أن نستعد لها جيدا

و ذات الشيء بالنسبة للباحث عن عمل، فمتى اهتم بالتحضير للخطوة التالية و جمع معلومات عن المنشآت و منافسيها، و منتجاتها و طرق عملها و عمل دراسة لمعرفة “لماذا المنشأة س تقدمت على منشأة ص التي يرغب بالتقديم لديها” و تقديم تقرير وافي عن دراسته و إرساله للإدارة المعنية في المنشأة مرفق بسيرته الذاتية، كل هذه أساليب ستميز الباحث عن عمل عن بقية المتقدمين.

جميل أن نوقف عادة سيئة لدينا، و الأجمل أن نتمكن من استثمارها و تحويلها من عادة سيئة إلى نقطة قوة مضيئة في حياتنا.

وحدهم الأذكياء من الموظفين و الباحثين عن عمل من يعرفوا كيفية الاستفادة من تجربة النشال السابق و المحاضر الحالي بوب أرنو، وحينها سيتمكنون حتما من “خطف” الفرصة قبل منافسيهم.


Image

منذ وصلت كندا، كانت تلفت إنتباهي  الكثير من التفاصيل الصغيرة في طريقة عمل بعض الموظفين البسطاء ،و التي أعتبرها هي سر التميز، كنت مثل كثيرين غيري، لديه فكرة خاطئة عن مفهوم الإبداع الوظيفي، و أن الإبداع حكرا على مستوى وظيفي معين دون غيره. كانت هذه فكرتي الراسخة مثل غيري حتى شاهدت هؤلاء المبدعين.

كنت ذات صباح في مقهى كندي شهير، مستغرقا في التفكير في أمر هام، ولم يكن مزاجي في أحسن أحواله وقتها، حتى لمحته فجأة،  شحَّاذ،والتي يعدها البعض وظيفة في الغرب، يمر بين الطاولات و يوزع اوراقا صغيرة فيها نكات ومقولات مضحكة وعبارات تفاؤل مع كلمة  ” أتمنى لك يوما رائعا “يقرأها الناس و يمنحونه بعدها ما تيسر من النقود”، جاء لطاولتي و ابتسم لي و منحني ورقة صغيرة، فإنطلق وقتها الحضرمي الذي بداخلي  و تجاهلته في المرة الأولى ، فعاد لي بذكاء و قال: يبدو أن مزاجك ليس على ما يرام هذا الصباح، هل تحب أن أدعوك على كوب قهوة. ضحكت وقلت في نفسي: أضحكتني أضحك الله سنك وغلبت الحضرمي الذي بداخلي، ثم قلت ياغلام: أعطه دولارين كاملين . 🙂

وفي يوم آخر كنت في سوق خضار كندي، شاهدت تحلق الناس على بائع دون غيره، دفعني فضولي للذهاب لهذا البائع لأعرف ماذا يبيع. تقدمت نحوه وسط الزحام، تفاجأت أن بضاعته مثل كل البضائع، خيار و طماطم. لكن ما سر هذا الزحام حول هذا البائع تحديدا ، و دون غيره من الباعة الذين يعانون البطالة 🙂 ، فجأة لمحت لوحة مكتوب عليها، اشتر كيلو خيار و احصل على نكتة مجاناً.

Free-Shipping-Cartoon-Fruits-Vegetable-Finger-Puppet-Finger-toy-finger-doll-baby-dolls-Baby-Toys-50pcs

كان البائع مبهر جداً في إطلاق النكات و عرضه مسرحي فاخر جدا وكأنه ممثل محترف. ضحكت كثيرا على أشياء فهمتها وضحكت أكثر على ضحك الجمهور و أشياء لم أفهمها،لكني في النهاية عدت لسيارتي وقد أشتريت كيلو خيار لا أحتاجه، أنظر للخيار وأتمتم : ضحك الكندي على الحضرمي للمرة الثانية 🙂

وفي الولايات المتحدة، رفض بائع حلوى القطن، أن يكون بائعاً تقليديا يشبه البقية، يقف كأي تمثال ينتظر الزبائن، فوضع لمساته البسيطة التي تسحر العين، فكان يضع  إضاءات ليلية مبهرة، وخلفية موسيقية و يقوم بالرقص أثناء إعداده حلوى القطن، كان الآباء قبل أبناءهم يتسابقون لمشاهدة هذا البائع المبهر في استعراضه وطريقة عرضه لسلعته. ثم يكافئونه على إبداعه بشرائهم من حلوته

في أحد اللقاءات الصحفية التي أجروها مع الزبائن والبائع، كشف الكثير من المشترين، أن طريقة عرض هذا البائع هي من جذبتهم إليه تحديدا دون بقية البائعين الذين يغص بهم المكان، لاشيء يميز بضاعة هذا البائع تحديدا عن البقية، بل ربما أن بعض الباعة يصنعون حلوى ألذ من حلوته، ولكنه ذكاء هذا البائع و إصراره أن يكون مميزا.

وفي مملكتنا الحبيبة انتشر مقطع لبائع آسيوي في محل قهوة و محبوب من الكثيرين، هذا البائع يقدم خدمته من النافذة لخدمة السيارات، و يقوم أثناء عمله بمشاغبة زبائنه بإلقاء الشعر الشعبي  و التحدث بلهجة سعودية،مما يسعد الزبائن و يضحكهم ، حتى تكونت علاقة ود ومحبة معهم.

حتى في ابسط المهن نستطيع ان تبتكر و نتميز عن غيرنا، لا عذر لأي موظف يتحجج بأن وظيفته بسيطة لا مجال للإبداع فيها، أو أن مهامه الوظيفة روتينية لا تسمح لنا بأن نضع لمساتنا، كل هؤلاء الباعة الأبطال الذين ذكرتهم لم يحبوا أن يكونوا عمالا تقليدين يشبهون البقية، و أصروا أن يضعوا لمستهم الإبداعية ببساطة و دون تعقيد، فتميزوا عن غيرهم ونالوا محبة الناس.

—-

محمد باخشوين

@msb1208

 


Image

كأي شاب سعودي وعربي ، مرت بي بعض تجارب الفشل، بعضها أتذكرها جيداً والبعض الآخر نسيته تماماً فيما البعض الثالث أتناساها، لكن الذي يجمع بين أنواع الفشل الثلاثة هو كراهيتي لها جميعاً عن بكرة أبيها و تألمي لتذكرها .

مرت الأيام و ذهبت بعدها و أقمت في كندا للدراسة وفي أحد الأيام وبينما أنا انتظر في مكتب أحد الموظفين الكنديين ، لمحت في جدار مكتبه ورقة بيضاء مكتوب فيها تواريخ و أرقام ، اقتربت منها مستغرباً ، فالورقة عبارة عن جدول يحصر مرات الفشل ، فشل رقم 1 ، فشل رقم 2 حتى فشل رقم 7 . اندهشت كثيراً و أنا أتأمل صحيفة السوابق أو شهادة الفشل التي أمامي وأنا أقول بصمت : “يا فاشل، 7 مرات ساقط ولك عين تعلِّق فشلك” .

دخل الموظف مكتبه ولمح علامة الدهشة في وجهي لدرجة أني تركت مناقشة موضوعي الرئيسي و سألته مباشرة عن السر في حصر مرات الفشل، و سألته عن ما إذا كان تعليق فشله في الجدار شيء يشعره بالألم.

ابتسم الموظف قائلاً: أنني أعلِّق مرات فشلي بجانب شهادة الماجستير، فكليهما هام بالنسبة لي و أكسباني المعرفة و المهارة و الخبرة. وكلما زادت مرات الفشل كلما أكتسب الخبرة و أشعر بسعادة منبعها عدم يأسي أو استسلامي للفشل، فأنا لا أنظر أبداً للفشل كأنه عدو، بل أنظر له كأب يقسو علي بكلماته ليوصلني للنجاح.

غادرت مكتبه محملاً بعلامات الدهشة و الإستفهام و أنا فاتحاً فمي غير مستوعب لما يجري حولي مثل قروي للتو أخذوه من بيته الطيني و وضعوه أمام ناطحة سحاب، عدت أكثر شوقاً لسبر أغوار هذه الثقافة الجديدة، ثقافة ارتكاب الخطأ بطريقة صحيحة.

لم أتخَّيل أبداً أن يحصر أحد ما مرات فشله وخيباته و هزائمه ويعلقها بكل فخر و بهذه الطريقة، ففي ثقافتي إن فشل الطالب في تجاوز مادة دراسية يؤكد على أسرته مراراً: ” هيَّا لا حد يدري”.

لم يأخذني من حالة الدهشة هذه إلا قصة اللاعب الأمريكي مايكل جوردان الذي كان أعظم لاعب كرة سلة أمريكي، يقول في أحد اللقاءات: لقد فشلت في تسجيل 9000 رمية ،وخسرت 300 مباراة في تاريخي المهني ،لقد فشلت كثيراً و لهذا السبب نجحت أكثر.

كانت قصة مايكل جوردان الهزَّة الفكرية الثانية بالنسبة لي شخصياً، فهذه ثقافة مختلفة عن ثقافتي و تنشئتي العربية اختلافاً كلياً، تلك الثقافة التي تجعلنا نُفَرِّغ جام غضبنا من الفشل بتمزيق الوثيقة التي تذكرنا به أو التي تثبت فشلنا وبشكل رسمي كورقة الإمتحان مثلاً.

تلك الثقافة السلبية التي تجعل بعض شبابنا يحول طاقة الغضب العارمة داخله من جرَّاء تجربة الفشل إلى أحجار معسِّل يشربها وينفثها دوائر في الهواء ليثبت أنه” فاهم و صاحب مزاج” وهو ” ماعندك أحد” ليخسر صحته و يساهم في زيادة ثروة صاحب المقهي ،فيما يزداد الشاب خيبة أخرى.

ازددت شوقاً للبحث و لمعرفة المزيد عن ثقافة الخطأ لدى الغرب، فهذه تجربتين فرديتين لا أكثر، إلى أن أكتشفت التجربة الثالثة لإحدى الشركات الغربية و التي شدتني كثيراً وجعلتني أؤمن أن للفشل ثقافة خاصة إن طبقتها بشكل صحيح تصل لهدفك.

شركة هلويت باكارد ابتدعت يوما اسمته “ليلة الجمعة للإخفاق” تتيح فيه لموظفيها التعلَّم عن طريقة التجربة والخطأ ولا يحاسب أحداً على الأخطاء. وشركة ستيف الأمريكية أبتكرت جائزة اطلقت عليها ” اعترف بخطئك واحصل على 500 $” لتشجيع ثقافة الاعتراف بالخطأ و قد وفَّرت هذه الطريقة ملايين الدولارات لأخطاء بسيطة اعترف بها موظفيها و تم تداركها و علاجها قبل استفحالها.

لنتعلم من تجارب الآخرين كيف نسقط وكيف نقف مجدداً بشكل أقوى، كيف نفشل و أن لا نخشى أو نخجل من الفشل. كيف نتعامل مع أنفسنا ،و مع منجزاتنا وفشلنا رقمياً لنحسن تقييم و تحليل ذواتنا. الحياة لا تكون جميلة دون تجارب الفشل، و الخطأ إن ارتكبناه بطريقة صحيحة كبرت مساحة الصواب في حياتنا.

محمد باخشوين
msb1208@


Image

 كنت أقرأ في القصص القديمة كألف ليلة وليلة وغيرها كلمة “ صُرَّة من الدنانير” وحقيقة لم أكن أكن أعرف شكل هذه الصرة ولم أتخيل شكلها رغم محبتي للدنانير بكافة أشكالها وألوانها وأجناسها ابتداء من الريال مروراً بالروبية فالين حتى الدولار وذلك بحكم أصولي الحضرمية العريقة.

وبحكم تواجدي في كندا حيث يستخدمون وبشكل كبير النقود المعدنية من فئة دولارين ، دولار، ربع دولار، ١٠ سنت، خمسة سنت، و سنت واحد، لذا وعلى طريقة مجبر أخوك لا بطل فقد وجدت نفسي شيئاً فشيئاً  أجمع النقود المعدنية في “ صرة” وأخيرا بت أملك صُرَّة من الدنانير أو الدولارات

بعد مدة ثقلت الصرة وزناً لا قيمة، فقررت أن أقوم بٍعَدِّها والذهاب بها للبنك لاستبدالها بعملة ورقية، بعد الإنتهاء من العد كان عدد السنتات / هللات ١٠٠٠ سنت وزيادة أي ما يعادل فقط ١٠ دولارات

 ذهبت للبنك بصُرَّة الدنانير و كان الطابور طويلاً وعندما وصلت لموظف البنك أخذها الموظف مبتسماً وبدأ عدها يدوياً ( سنت  سنت ) أخذت عملية العد وقتاً طويلاً حيث قام الموظف بوضع ١٠٠٠ سنت على طاولته ويقسمها لمجموعات  لتسهيل عملية العد. في واقع الأمر كنت في حالة إحراج من الوضع خاصة من الأشخاص الذين يقفون خلفي في الطابور، كنت أراقب ملامح الناس عن بعد وكذلك موظف البنك، الجميل والمدهش أن الجميع كان يقف خلفي ودون أن المح في وجه أياً منهم أي علامة تذمر أو اعتراض.

حتى موظف البنك أثناء عملية العد كان يقوم بذلك وهو مبتسم وبين الوقت والآخر يعتذر مني على التأخير.

انتهت العملية وسلمني الموظف ١٠ دولارات فقط، ثم شكرني على صبري ثم أضاف وبكل أدب: سيدي نتشرف بخدمتك ولكن حفاظاً على وقتك فهناك فروع أخرى لديها أجهزة لعد النقود المعدنية، لكن مرحباً بك في فرعنا في أي وقت، بادلت الموظف الابتسامة وشكرته وغادرت البنك

Image

إن خدمة العملاء عملية لا تخلو من الفن والصبر والذوق والعلم، كان الموظف يستطيع مباشرة توجيهي للفرع الآخر حيث جهاز عد النقود بمجرد رؤيته النقود المعدنية ،وكنت سأذهب لذلك الفرع مباشرةً و راضياً، لكنه لم يفعل ذلك، بل قام بخدمتي حتى النهاية ثم قام بتوجيهي وإبلاغي بالمعلومة ولكنه لم يبلغني إياها على أنها أمر إلزامي يجب اتباعه، بل أبلغني إياها بشكل غير مباشر وكأنها خيارات متاحة أمامي يمكنني اختيار مايناسبني منها.

إن تصرف الموظف كان في قمة الأدب والرقي والإحترافية التي لم تكن لولا وجود تدريب واضح ومتقن وتدريب الموظفين على سيناريوهات مختلفة قد تواجههم في يومهم الوظيفي وكيفية التعامل معها

  إن هذا الموقف جعلني عميلاً وفياً لهذا البنك وكلي ولاء له و أقوم دوماً بذكره كلما أتيحت لي الفرصة،كان البنك الكندي ذكياً بتدريبه الإحترافي لموظفيه، فقد كسبني مندوباً مجانياً لهم أقوم بالدعاية لهم وكأنني موظف رسمي

 من السهل أن تكسب عملاءك بذكاء وتجعلهم يتحدثون عنك ومن الأسهل أن تخسرهم و تكسب سخطهم وتجعلهم يشوهون سمعتك.

٣٠/٠٨/٢٠١٣


081028_success

‏🔑
تفاجأت أن امتحان مادة”علاقات عامة” الذي أعده دكتور كندي سؤال واحد فقط لكنه ذكي جدا وعليه درجة عالية،السؤال:ما الاسم الأول لعامل النظافة.😄
صعقني السؤال ، لقد دخلت قاعة الإمتحان مملوء بالثقة خاصة ‏بعد أن درست أياماً طويلة وحفظت نظريات في العلاقات العامة ومن كتب مختلفة لأكون جاهزاً للإجابة على عشرة أسئلة وفي أصعب النظريات، ولكن كل ذلك لم يشفع لي أن أجيب على ” اسم عامل النظافة”.
صرت أنظر لورقة الإجابة البيضاء تماماً كعقلي في تلك اللحظة ومستحضراً ابتسامة عامل النظافة الأسمر الذي كان يمر بجوارنا عشرات المرات يومياً و دون أن
أٌكلف نفسي بالحديث معه أو سؤاله عن اسمه. النتيجة النهائية أنه لم يجب على السؤال سوى طالب واحد من أصل ١٦ طالب.
Entrepreneur-Successful-In-College1-300x336
لقد كَشَفَنا الدكتور الكندي أمام أنفسنا و أراد أن يعلمنا درساً هاماً و بارعاً،  علمنا أن لا نهتم فقط بالنظريات، ففي سوق العمل التنافسي يجب أن تُشَّمر عن ساعديك و تخالط الناس لتتعلم منهم وتبادلهم الخبرات.
علمنا أن الشخص الناجح هو الذي يبادر الآخرين ويكسر حاجز الخجل، علمنا الدرس الأهم الا وهو أن بعض مفاتيح نجاحنا تكون بيد موظفين بسطاء لا نلقي لهم بالاً.
علمنا أن لا يكتفي المسؤول بالجلوس في مكتبه معزولاً عن بقية موظفيه، وأنه لم تعد تنفع أبداً طريقة إدارة موظفيك بالبشت  فوحدهم  من سيجعلونك تملك أكثر من بشت أو تخسر حتى بشتك الوحيد.
سلمت ورقة الإمتحان خالية و توجهت مسرعاً ومبتسماً لعامل النظافة الذي بادلني الابتسامة والحوار و سألته: ما اسمك.؟ فأجابني، لكن كانت المعلومة متأخرة.
——

محمد باخشوين

@msb1208


Image

     في أحد الأيام وبينما كنت في مدينتي الكندية الهادئة أقف في طابور أحد المقاهي لاحتساء قهوتي المفضلة وما أن جاء دوري حتى تقدمت بهدوء وطلبت قهوتي وما أن هممت بإخراج محفظتي حتى بادرتني البائعة بابتسامة قائلة : لا داعي للدفع فقد قام الزبون الذي كان قبلك بلحظات بدفع ثمن قهوتك، حقيقةً لم أستوعب ما  قالت فرددت عليها بأنني قد حضرت للمقهى وحدي وليس لي صديق هنا، قالت: هو قد دفع ثمن قهوتك وهو يجلس هناك وأشارت لمكانه، دقائق مملوءة بعلامات الاستفهام والتعجب أحاول فيها تحليل تصرف رجل غريب لم أقابله  أبداً، خرجت بعدها بعدة 😜تحليلات كلها سلبية وسيئة كنت أظنها في الرجل

تقدمت بخطوات بطيئة مترددة صوب الرجل فبادرته بالتحية والشكر على قهوته وسألته متعجباً عن سبب دفعه ثمن قهوة شخص غريب لم ولن يقابله أبداً.

ابتسم الرجل و فاجأني بجواب غير متوقع جعلني أخجل من تحليلاتي، قال: الحكاية ببساطة ياسيدي أني فقط أحاول اسعاد ولو شخص واحد. شكرته مغادراً بابتسامة وانا مملوء بالسعادة

Image

وفي مكان آخر من العالم حيث الولايات المتحدة الأمريكية قرر مجموعة من المتطوعين تأسيس مجموعة تطوعية تقوم بالانتشار في عدة شوارع من مدينة نيويورك يبدأ عملها في ٣٠ من شهر يونيو الماضي مهمتها ببساطة نشر الحب و زرع الابتسامة على وجوه الآخرين بكلمات لطيفة ايجابية محفزة يلقونها على آذان المارة أو مساعدات بسيطة كتقديم ماء بارد في يوم حار.

إن زرع ورود من الابتسامات في صحاري حياتنا القاحلة مهمة لا تحتاج منا الكثير من العمل أو الجهد أو المال، كل ماتحتاجه هو كسر ذلك الجمود الذي يسكن مشاعرنا ومحاولة التعبير عنها بأبسط العبارات، أروع المشاعر تلك التي لاتكون بتخطيط مسبق أو جدولة مرتبة، لنرتكب فعلاً رائعاً في الطريق العام و لنملأ حياتنا بالكثير من مشاريع الفرح الغير متعثرة  في ظل ملايين من مشاريعنا المتعثرة.


20130616-172950.jpg

 .لم يخطر ببال سائق الباص في مدينة وينبيج أن تصبح سيرته على كل لسان
ففي أحد الأيام وبينما كان السائق يقود الباص كالعادة سائراً في طريقه إذ به يتوقف فجأة و يترك عجلة القيادة مترجلاً صوب أحد المساكين في الشارع أو ما يطلقون عليه ” هومليس” بالانجليزية والذي كان يسير حافياً دون حذاء، بعد دقائق من الحديث إذ بسائق الباص يخلع نعليه ويقدمهما للمسكين ثم يعود إلى عجلة القيادة بجوربيه فقط دون حذاءه  ولكن ابتسامة رضا ترتسم على محياه وسط ترقب الركاب لهذا الموقف النبيل والعمل الإنساني الذي يفيض بالرحمة تجاه أحد الغرباء
بعد نزول أول راكب من الباص سأله: لماذا منحت حذاءك للغريب؟ أجاب سائق الباص النبيل: لم أتمكن من مشاهدة أحدهم يسير بلا حذاء في مثل هذه الحرارة المرتفعة.

إن تقديم المعروف لمن تعرف عمل رائع، وتقديمه لمن لا تعرف عمل أكثر روعة و نبل، كم هو جميل أن تباغت الآخر في عز احتياجه بمعروف يسد عوزه و حاجته، كم من الشهامة أن تسبق أوجاع الآخر وتتنبأ بها وقبل أن يبوح بها تهديه وردة.

ما أجمل أن نحقن عالمنا ومشاعرنا الجافتين كصحراء بكلمات وأفعال رغم بساطتها لكنها تحمل تأثير سحر
ما أجمل أن ننشر الحب فيما بيننا على هيئة معروف و بلا ضجيج أو ثرثرة و أن نقدمه بيمنانا والا تعلم عنه يسارنا.

محمد باخشوين

image (1)