4 out of 5 dentists recommend this WordPress.com site

Monthly Archives: نوفمبر 2014

 

موعد-مباراة-الهلال-وسيدني

ليلة البارحة كنت أشاهد مباراة الهلال وسيدني و أثناء أحداث المباراة، وصلتني رسالة إلكترونية من أحدهم يتحدث فيها عن رحلته في البحث عن عمل، توقفت قليلا، و بقليل من التأمل إكتشفت أن هناك وجه شبه كبير بين أحداث المباراة وبين رحلة طلاب العمل أثناء بحثهم عن وظيفة، كما أن هناك العديد من الفوائد التي يمكن للباحثين عن عمل بل وحتى الموظفين الإستفادة منها،

 

١- تقول العديد من الدراسات أن لاعب الكرة وكي يتمكن من لعب مباراة كاملة من ٩٠ دقيقة عليه أن يتدرب لمدة ٤٨٠ دقيقة في الأسبوع، وفي الواقع هذا يشبه وضع الباحث عن عمل، والذي يحتاج قبل خوض غمار مباراته مع مسؤول التوظيف  إلى التدريب لمدة لا تقل عن ٤٨٠ دقيقة أيضا.

job-pic-by-master-isolated-images

٢- مثلما يجب على الفريق وقبل خوض مباراته أن يقوم بالبحث ودراسة منافسه و التفتيش عن أي معلومة عنه كي يظفر بالنتيجة كأن يعرف أبرز لاعبيه ليقوموا بمراقبته، و معرفة هدافهم وعدد الأهداف التي سجلوها وطريقتها …..الخ،   كذلك على طالب العمل أن يقرأ عن المنشأة ويجمع معلومات عنها وعن منتجاتها  وأهدافها وعدد موظفيها ،و عن مسؤول التوظيف أو من سيجري معه المقابلة الشخصية …الخ.

 

٣- كان الهلال ليلة البارحة أمام سيدني قمة في الروعة والحضور والتحضير، ولكن للأسف ليس دوما يكون النجاح حليفا للأفضل ، يوم أمس لم يكن يوم الهلال بفعل عوامل أخرى عديدة كغياب الحظ و تدخل حكم المباراة إضافة لبعض الملاحظات الفنية،  ونفس الشيء قد يحصل مع طلاب العمل، فربما يحضِّر جيدا للمقابلة الشخصية و يؤدي بشكل ممتاز،  ولكن قد يكون مسؤول المقابلة ذو آداء ضعيف أو غير محترف  مما يؤثر على طالب العمل فيبخسه حقه.

هلالن

٤- فريق سيدني رغم أنه ليس بالفريق القوي هجوما، فنقطة قوته تكمن في خط دفاعه والذي كان ليلة البارحة مكون من ١١ لاعبا، غير أنه كان يعرف جيدا إمكانياته و راهن عليها، و وضع التكتيك المناسب لإمكانياته و تدرب جيدا عليها ففاز، كذلك طالب العمل الذي يجب عليه أن يعرف نقاط قوته فيركز عليها ويبرزها ويؤدي وفقا لإمكانياته.

 

٥-لا أخفي إعجابي كغيري من المشاهدين للمباراة بالمستوى الكبير و الرائع لحارس مرمى سيدني والذي كان سدا منيعا وسببا رئيسيا لفوزهم بعد حكم المباراة طبعا، فعمر حارس المرمى ٣٩ عاما، وهو عمر كبير في عالم كرة القدم، هذا العمر يقابله سن التقاعد في الوظائف الأخرى، يعتبر هذا الحارس درسا مفيد لطلاب العمل بل حتى للموظفين، فالعمر ليس شماعة، ومن يرغب أن يعطي وينتج فسيستطيع متى كانت لديه الرغبة القوية بالإضافة إلى العمل والجهد.

 

٦- من يبحث عن الفوز في عالم الكرة الحديثة، يجب عليه أن يقوم بعمل إحصائيات دقيقة وتحليلا مفصلا عن آدائه لكشف نقاط القوة والضعف، فمثلا كشف خبير التحليل الكابتن خالد الشنيف أن الهلال حصل على ٨٦ ضربة ركنية من خلال ٦ مباريات في الدوري و ٦مباريات في آسيا و دون أن يسجل أي هدف من ضربة ركنية، وعلم كرة القدم يقول أنه يجب على الأقل التسجيل من الركنيات بنسبة  ٤ أو ٥٪ ، معنى هذا أن الهلال كان لديه خلل في التدريب على الركنيات أو ربما نقص مهارة ضرب الكرة بالرأس، كما كان يفعل طيب الذكر ماجد عبدالله.

 

وذات الشيء يجب فعله من طالبي العمل، فمن الضروري في علم البحث عن عمل أن يقوم طالب العمل، بعمل إحصائيات عن نفسه وإداءه، مثلا، كم عدد الشركات التي قام بمراسلتها، كم عدد الردود التي حصل عليها، كم عدد المقابلات التي خاضها…. الخ. هذه الإحصائيات ستعطي طالب العمل مؤشرا للخلل.

٧- لاحظت أن الهلال كان ليلة البارحة يصر بشكل كبير على لعب الكرات العالية لمهاجمة سيدني والتي لم يكتب لها النجاح أبدا بسبب طول قامة مدافعي سيدني وقوة بنيتهم الجسمية في الكرات الطائرة يقابله صِغر بنية لاعبينا.

 

كنت أتوقع تغيير هذا التكتيك بعد أن ظهر جليا عدم نجاحه، ذات الشيء يجب على طالب العمل أن يفعله، فلو كان يركز مثلا في بحثه عن عمل على البحث عبر الإنترنت ودون فائدة تذكر، يجب عليه أن يغير من التكتيك ويقوم مثلا بالبحث عبر شبكة معارفه وهكذا، ولو كان يكتفي بإرسال سيرته عبر الإيميل ودون نتيجة فعليه أن يجرب بإرسالها لمكتب المسؤول و يستخدم طرقا ذكية ليلفت نظر المسؤول، كأن يصور نفسه مثلا بالفيديو أو يرسل عرضا على شكل برزنتيشن ويتحدث عن ماذا يمكن أن قدمه للمنشأة،  وهكذا.

 

٨- شخصيا، مؤمن أن المشكلة الأولى في الهلال والتي تحول دون الظفر بكأس آسيا ليست مشكلة فنية مطلقا، فلديهم أفضل لاعبي الكرة مهارة على الإطلاق،  بل مشكلته نفسية، فهو يلعب تحت ضغط نفسي كبير،أضف إلى ذلك تلك الأصوات من هنا وهناك والتي تقول بصعوبة هذه الكأس بل وإستحالتها،  الأمر الذي أثر على ثقة اللاعبين بأنفسهم وبالتالي  حالت دون ظفرهم بالكأس، ذات الشيئ يحصل مع طلاب العمل، فمرورهم بأكثر من تجربة لم يتوفقوا فيها بوظيفة أضف إلى ذلك إحتكاكهم بأصدقاء وطلاب عمل سلبيين يزيدان من نسبة الإحباط لديهم،  وبالتالي القناعة والإيمان بعبارة ” مافي وظائف”، وحينها فعلا لن يكون هناك وظائف.

 

وأخيرا، وسواء كنت هلاليا باحثا عن كأس آسيا أم طالب عمل أم جمعت بين الإثنين، فلا تيأس وعليك الإيمان بقدراتك والعمل على تطويرها و التحلي بالصبر.

وحينها  فستصل لهدفك المنشود سواء كانت آسيا أم وظيفة.