أفريل 7, 2014
عبدالله موظف استقبال بسيط يعمل منذ عدة أشهر في هذه الوظيفة، يذكر أن جميع أصدقاءه في نفس دفعته سخروا منه، كيف يعمل في هذه الوظيفة وهو الخريج الجامعي، و كيف يعمل فيها وأي إضافة ستضيفها له، ذَكَّروه ببرستيجه الذي سيضيع وحلمه الذي سيموت إن قبل بها.
يذكر عبدالله أنه تجاهل كلماتهم وتقدم لوظيفة موظف إستقبال، في البداية رفض مسؤول التوظيف أن يقبله بشهادته الجامعية، فقام عبدالله طواعية بالتقديم بشهادة الثانوية العامة، لم يكن الأمر سهلا لشاب في مقتبل العمر أن يتجاهل شهادته الجامعية وتعب السنين، ولكنه فعلها وتقدم للوظيفة،
ما أن استلم عبدالله وظيفته كموظف استقبال، حتي وضع في مخيلته حلمه الكبير بالعمل في إدارة الموارد البشرية ولم ينساه للحظة. قرر عبدالله أن لا يكون موظفا تقليديا كالجميع و كان مؤمنا جدا أنه هناك مجال للإبداع حتى في وظيفة موظف إستقبال.
بدأ عبدالله عمله بهمة ونشاط و لم ينسى سخرية أصدقاءه وعقد العزم أن يجعل هذه السخرية وقوده للإنطلاق. كان عندما يتصل أحدهم لطلب موظف ما لديه، وصادف عدم وجود الموظف على مكتبه، و بغض النظر عن مركز الموظف، كان عبدالله يعد جدولا يدون فيه إسم المتصل و رقمه و إسم الجهة التي يعمل فيها والموضوع الذي يرغبه ويقوم بإرسال الجدول للموظف المعني بالإيميل، كان يعامل جميع الموظفين و كأنهم مدراء، يوما بعد يوم أحس الموظفين بمدى أهتمام عبدالله بعمله، لقد جعل عبدالله جميع الموظفين يحسون ببرستيجهم و كأنه سكرتيرهم النشيط وبدأوا يتحدثون عنه ويثنون عليه.
كان عندما يتصل أحدهم على الشركة للسؤال عن موظف ما و يصادف عدم وجود الموظف على مكتبه، يقول للمتصل: أستاذي، فلان غير موجود على مكتبه حاليا، إسمح لي وحفاظا على وقتك الثمين أن أخذ رقمك وسأتصل بك حال عودته.
وفعلا كان عبدالله يتصل به عند عودة الموظف لمكتبه. مرت ٣ أشهر على عمل عبدالله كموظف إستقبال، حتى بدأ يلفت نظر الجميع له ولطريقة عمله و إهتمامه بخدمة الجميع وبغض النظر عن مركز طالب الخدمة.
في أحد الأيام جاء زائر لمقابلة المدير العام للمنشأة وكان أثناء إنتظاره يتكلم مع عبدالله وعرف منه أنه يملك مؤهل جامعي، ثم ذهب الزائر لمقابلة المدير العام، وفي الإجتماع أثنى على عبدالله كثيرا وأخبره كيف أن عبدالله تعامل معه بإحترافية و أنه طلب رقمه للإتصال به حال عودة المدير العام، وقال للمدير العام مبتسما: لو لم توظفوه في شيء يناسبه فسأخطفه لدينا في شركتنا.
بعدها و مع ارتفاع أسهم عبدالله بين الموظفين والزوار، قام المدير العام الذي وصلت له سمعة عبدالله من أحد زواره بتوجيه الإدارة بدراسة نقل عبدالله للإدارة.
الآن عبدالله وبعد ٦ أشهر يعمل في إدارته الحلم في وظيفة أخصائي، فيما أصدقاءه الذي نصحوه بعدم العمل كموظف إستقبال لازالوا في أماكنهم يبحثون عن وظيفة تناسب برستيجهم المزعوم.
أحلامنا مهما كانت كبيرة تحتاج لخطوات صغيرة لتشييدها،فقط إن تجاهلنا كل سخرية المحبطين والشامتين، سنصل لهدفنا وعندها سنبتسم إبتسامة المنتصر لكل هؤلاء الساخرين و دون أن ننطق بكلمة.
تعليق واحد

