مارس 30, 2014
في يوم من الأيام وبينما كان سعد الذي يقطن مدينة جدة يتنقل بين مواقع الشركات للتقديم على وظيفة والحصول على مجرد فرصة لعمل مقابلة شخصية، تعطلت سيارته أمام إحدي المنشآت، وتحت أشعة الشمس الحارقة بدأ يقلب بصره هنا وهناك يفكر في حل لإصلاحها. وبينما كان ينتظر أي سيارة أجرة تمر أمامه لإيقافها.
اصطدمت عيناه فجأة بحاوية نفايات و بجانبها كومة أوراق تتطاير في الهواء و تتناثر على قارعة الطريق، دفعه فضوله لإلتقاط مجموعة أوراق من الأرض، حتى وصلت سيارة أجرة و أقلته لإحدى ورش الصيانة لإصلاح سيارته.
بعد ساعتين تم إصلاح سيارته، و أخذ يرتشف بعض الماء يروي به ظمأه، ثم ألقى نظرة على الأوراق التي التقطها، لم تكن سوى أوراق مسابقة أجرتها المنشأة إياها و فيها البيانات الشخصية للمشتركين و طلبات توظيف قديمة وفيها شعار المنشأة.
دقائق من التفكير حتى خطرت على باله فكرة فخرج مباشرة من سيارته التي لازالت واقفة أمام المنشأة و ركض لحاوية النفايات و أحضر من جوارها الصندوق الكرتوني الذي جُمعت أوراق المسابقة فيه، ثم قام بإحضار ظرف صغير و كتب في ورقة صغيرة عبارة “هام و عاجل”، ثم كتب رسالة لمدير المنشأة: سعادة المدير: أنا فلان الفلاني، عميل وفي لهذه المنشأة و قد عرفت مصادفة معلومات هامة جدا عن منشأتكم قد تضر بسمعتكم و تدخلكم في مشاكل قانونية عليكم تفاديها وعلاج المشكلة قبل أن تنتشر، إن كنت مهتما بالموضوع يسعدني التواصل بي. وكتب ملاحظة: لست مندوب مبيعات أو أروج لمنتج 🙂 ، ثم عاد مسرعا للمنشأة وتوجه مباشرة لموظف الإستقبال و سلمه الظرف و إنصرف، خلال ساعة كاملة من إنصرافه كان سعد يرتب أفكاره و يجمعها استعدادا لأي طارىء.
كان سعد يعلم جيدا وهو خريج الإدارة أن المنشأة قد كسرت خصوصية العملاء بإلقاء بياناتهم الشخصية و طلبات التوظيف وإهمالها في التخلص منها بهذه الطريقة، ويعلم أن هذه الطريقة لو وصلت للإعلام أو تسربت لأحدهم أو إلي وسائل التواصل فستصبح فضيحة مدوية للمنشأة قد تدخلها في متاهات و دعاوى قانونية، بعد أقل من ساعتين تلقى مكالمة من المنشأة تطلبه الحضور في أقرب فرصة، استبدل ملابسه بسرعة و توجه للمنشأة، بمجرد وصوله اصطحبه موظف الإستقبال لمكتب المدير العام الذي قابله مع مدير الموارد البشرية، دخل سعد مكتب المدير وبيده الصندوق، الأمر الذي أثار فضولهما، بدأ سعد يطلعهم على بيانات العملاء والمشتركين في المسابقة وطلبات التوظيف القديمة، ثم بدأ يستعرض عليهما الآثار السلبية للطريقة الخاطئة في التخلص من الأوراق و أبعاد ذلك لو تسرب الأمر لوسائل التواصل، ثم تحدث عن حقوق العميل و أخلاقيات العمل، و أعطاهم بعض النصائح الهامة لتجنب تكرار الأمر، ثم سلمهم الصندوق الذي يحوي جميع الأوراق التي جمعها من الشارع.
شكره المدير العام، وطلبه سيرة ذاتية لإجراء مقابلة في اليوم التالي مع المدير المسؤول، في أقل من ٤٨ ساعة تم اعتماد سعد موظفا في المنشأة ذاتها، ومن أهم مهامه تنظيم عملية التعامل مع الوثاق القديمة والحفاظ على الخصوصية.
إنتهت القصة:
لم يكن سعد مرشحاً إستثنائيا أو يملك قدرات خارقة تميزه عن بقية المتقدمين، فهو مثله مثل مئات بل آلاف الخريجين، كل ما تميز به سعد هو ذكاءه في طريقة استغلال الموقف لصالحه، و نجاحه في بيع نفسه للمنشأة بطريقة بسيطة و إبداعية، لقد لفت نظر مسؤولي المنشأة بذكائه و جرأته وطريقة عرضه للمشكلة و تحليلها و عرض طريقة الحل، أعجبهم طريقته في إرسال رسالته للمدير العام و لباقته في التعامل و السيناريو المستخدم.
قد لا نكون أفضل المرشحين، لكن هناك العديد من الطرق الإبداعية غير التقليدية لإظهار مهاراتنا بطريقة تجعلنا نتميز عن غيرنا وتجبر مسؤول المنشأة على إجراء مقابلة شخصية معنا، هذا هو الحل الوحيد الذي سيوصلنا لهدفنا.
٣٠ مارس ٢٠١٤
رد
مارس 27, 2014
منذ وصلت كندا، كانت تلفت إنتباهي الكثير من التفاصيل الصغيرة في طريقة عمل بعض الموظفين البسطاء ،و التي أعتبرها هي سر التميز، كنت مثل كثيرين غيري، لديه فكرة خاطئة عن مفهوم الإبداع الوظيفي، و أن الإبداع حكرا على مستوى وظيفي معين دون غيره. كانت هذه فكرتي الراسخة مثل غيري حتى شاهدت هؤلاء المبدعين.
كنت ذات صباح في مقهى كندي شهير، مستغرقا في التفكير في أمر هام، ولم يكن مزاجي في أحسن أحواله وقتها، حتى لمحته فجأة، شحَّاذ،والتي يعدها البعض وظيفة في الغرب، يمر بين الطاولات و يوزع اوراقا صغيرة فيها نكات ومقولات مضحكة وعبارات تفاؤل مع كلمة ” أتمنى لك يوما رائعا “يقرأها الناس و يمنحونه بعدها ما تيسر من النقود”، جاء لطاولتي و ابتسم لي و منحني ورقة صغيرة، فإنطلق وقتها الحضرمي الذي بداخلي و تجاهلته في المرة الأولى ، فعاد لي بذكاء و قال: يبدو أن مزاجك ليس على ما يرام هذا الصباح، هل تحب أن أدعوك على كوب قهوة. ضحكت وقلت في نفسي: أضحكتني أضحك الله سنك وغلبت الحضرمي الذي بداخلي، ثم قلت ياغلام: أعطه دولارين كاملين . 🙂
وفي يوم آخر كنت في سوق خضار كندي، شاهدت تحلق الناس على بائع دون غيره، دفعني فضولي للذهاب لهذا البائع لأعرف ماذا يبيع. تقدمت نحوه وسط الزحام، تفاجأت أن بضاعته مثل كل البضائع، خيار و طماطم. لكن ما سر هذا الزحام حول هذا البائع تحديدا ، و دون غيره من الباعة الذين يعانون البطالة 🙂 ، فجأة لمحت لوحة مكتوب عليها، اشتر كيلو خيار و احصل على نكتة مجاناً.
كان البائع مبهر جداً في إطلاق النكات و عرضه مسرحي فاخر جدا وكأنه ممثل محترف. ضحكت كثيرا على أشياء فهمتها وضحكت أكثر على ضحك الجمهور و أشياء لم أفهمها،لكني في النهاية عدت لسيارتي وقد أشتريت كيلو خيار لا أحتاجه، أنظر للخيار وأتمتم : ضحك الكندي على الحضرمي للمرة الثانية 🙂
وفي الولايات المتحدة، رفض بائع حلوى القطن، أن يكون بائعاً تقليديا يشبه البقية، يقف كأي تمثال ينتظر الزبائن، فوضع لمساته البسيطة التي تسحر العين، فكان يضع إضاءات ليلية مبهرة، وخلفية موسيقية و يقوم بالرقص أثناء إعداده حلوى القطن، كان الآباء قبل أبناءهم يتسابقون لمشاهدة هذا البائع المبهر في استعراضه وطريقة عرضه لسلعته. ثم يكافئونه على إبداعه بشرائهم من حلوته
في أحد اللقاءات الصحفية التي أجروها مع الزبائن والبائع، كشف الكثير من المشترين، أن طريقة عرض هذا البائع هي من جذبتهم إليه تحديدا دون بقية البائعين الذين يغص بهم المكان، لاشيء يميز بضاعة هذا البائع تحديدا عن البقية، بل ربما أن بعض الباعة يصنعون حلوى ألذ من حلوته، ولكنه ذكاء هذا البائع و إصراره أن يكون مميزا.
وفي مملكتنا الحبيبة انتشر مقطع لبائع آسيوي في محل قهوة و محبوب من الكثيرين، هذا البائع يقدم خدمته من النافذة لخدمة السيارات، و يقوم أثناء عمله بمشاغبة زبائنه بإلقاء الشعر الشعبي و التحدث بلهجة سعودية،مما يسعد الزبائن و يضحكهم ، حتى تكونت علاقة ود ومحبة معهم.
حتى في ابسط المهن نستطيع ان تبتكر و نتميز عن غيرنا، لا عذر لأي موظف يتحجج بأن وظيفته بسيطة لا مجال للإبداع فيها، أو أن مهامه الوظيفة روتينية لا تسمح لنا بأن نضع لمساتنا، كل هؤلاء الباعة الأبطال الذين ذكرتهم لم يحبوا أن يكونوا عمالا تقليدين يشبهون البقية، و أصروا أن يضعوا لمستهم الإبداعية ببساطة و دون تعقيد، فتميزوا عن غيرهم ونالوا محبة الناس.
—-
محمد باخشوين
@msb1208
مارس 22, 2014
الدبابيس أنواع، و أحجام و أشكال و مهام، وكل نوع منها تقوم بمهمة معينة، بعض الدبابيس مخصصة للمهمات
الثقيلة، و أخرى للخفيفة، هناك دبوس وقانا الله شرَّه ألا وهو المختص بنقل ما يسمع ويرى أو بعبارة شعبية “ التدبيس على الأشخاص”، و هناك دبوس آخر برئ وغلبان و وظيفته مساعدتنا و يقوم فقط بالتدبيس على الورق.
قبل عدة أعوام وفي بداية حياتي الوظيفية ، كنت أعمل في منشأة يديرها رئيس تنفيذي رائع يستدعيني من وقت لآخر و يطلب مني تقارير في مجال العمل.
في أحد الأيام طلب مني أحد التقارير، فعكفت ساعات طوال على إعداده وإخراجه في أبهى صورة، لا عجب في ذلك فهو الرئيس التنفيذي و مالك المنشأة أيضا.
أقول عكفت طوال الليل في منزلي أعد التقرير و أنظمه و أعدله، وقرأته عشرات المرات و كنت سعيدا بهذا الإنجاز لا سيما و أنا “ ذلك الموظف الصغير “ الذي يتعامل مع مالك المنشأة مباشرة وهذه فرصة كبيرة لموظف صغير ينتظر فرصة للصعود .
قضيت ليلتي و أنا أحلم بلقاء الرئيس التنفيذي و مالك المنشأة و تخيلته وهو يشكرني و يثني على التقرير.
في صباح اليوم التالي أخذت التقرير الذي كان عبارة عن ورقتين و توجهت به لمكتب الرئيس تنفيذي وطوال الطريق من مكتبي لمكتبه وأنا أسير بكل فخر بالتقرير و كنت أمشي و أنا أحتضنه.
دخلت مكتب الرئيس بخطوات واثقة، وقدمت له التقرير، كنت أراقب وجه سعادة الرئيس و قسماته بإهتمام، بدأ القراءة، ٣ ثواني فقط وتوقف، رفع رأسه وسألني: ماهذا؟ ثم أشار إلى الدبوس الذي يمسك الورقتين، رفعت رأسي مندهشا و أجبت: دبوس طال عمرك.
قال: أعرف أنه دبوس، لكن لماذا وضعت دبوسين لتثبيت ورقتين، ألم يكن كافياً دبوس واحد وكان سيقوم بالمهمة.
هززت رأسي مندهشاً وأنا أتمتم بيني وبين نفسي: يعني ترك كل التقرير وركز على الدبوس.
تصببت عرقاً و خجلا و أصبت بصدمة لا يتحملها قلب موظف صغير، لم أذكر من ذلك اللقاء سوى حكاية الدبوسين.
بعد عدة سنوات قليلة كبرت وزادت خبرتي الحياتية وعشت في كندا، وكنت مهتما بدراسة سياسات الشركات الكندية في توفير التكاليف، فشركة مثل وول مارت أكبر بائع للتجزئة في العالم لديها برنامج اسمه Take-it-Home أو كما أطلقت عليه أنا “سَيِّر على بيتك و كيسك معاك” والتي وفرت لهم ملايين الدولارات، حيث تشجع الموظف على حمل كيس يجمع فيه مخلفاته لمنزله لتوفير تكاليف النفايات وعملية نقلها.
و كثير من المنشآت الكندية و الأمريكية لديها برامج خفض تكاليف، قد تبدو للوهلة الأولى أنها أشياء بسيطة وتافهة لكنها شيئا فشيئا تكاليفها باهظة، تقوم هذه الشركات بتحديد عدد محدد من ورق الطباعة لكل موظف و يتم الخصم منه الكترونياً في حال طباعة اي ورقة، ويحاسب الموظف لو تم استهلاك أكثر من ميزانيته الورقية.
بعد اطلاعي على تجارب الشركات العالمية، تذكرت الرئيس التنفيدي صاحب قصة “الدبوس”، لقد اكتشفت أنه أراد أن يعطيني درساً مجانيا في إدارة النفقات، وأنه كان يرمي لشي أكبر من مجرد دبوس، كان درسا مجانيا تعلمت منه الكثير.
اليوم كلما أمر بجوار أي دبوس أبتسم و أدعو لذلك الرئيس الرائع و أكتفي بدبوس واحد فقط.
٢١ مارس ٢٠١٤
—-
محمد باخشوين
@msb1208
مارس 19, 2014
سأعرض لكم هنا تجربة السيد/ جيلبرت فونسيكا من الولايات المتحدة في البحث عن عمل و طريقته الذكية التي لجأ اليها و لفت اليه نظر مسؤول التوظيف حتى حصل على وظيفة وحتى قبل بقية زملاءه الذين استقالوا معه من ذات المنشأة
قام السيد جيلبرت بتجهيز قائمة بالمنشآت التي سيتواصل معها ويراسلها، ثم بدأ بالإتصال هاتفيا على كل منشأة ليقدم لها نفسه، يعترف السيد/ جيلبرت أن محاولة الإتصال بمسؤولي التوظيف والتحدث معهم و تقديم نفسه ليست مهمة سهلة أبدا متى استخدمنا طريقة تقليدية في الحديث، وكثير من الباحثين عن العمل يترددون في إجراء إتصال هاتفي خوفا من عدم تجاوب مسؤولي التوظيف الأمر الذي قد يحرمهم من فرص عديدة.
يحكي السيد/ جيلبرت تجربته حين قام بالإتصال بمسؤول التوظيف وعلق قائلا: اتصلت بمسؤول التوظيف وبدأت بتقديم نفسي ، لم يكن المسؤول متحمساً أبدا للحديث، وكان ذلك ظاهرا من صوته وطريقة حديثه، ولكني لم استسلم أبداً لضغطه أو عدم ترحابه وبدأت بترويج وبيع نفسي فقلت: مرحبا: أنا :جيلبرت فونسيكا، أسكن في مدينة فار، وأرغب بتقديم نفسي إليك لأشرح لك ماذا أعرف عنكم، إنني أعرف الكثير، أعرف كيف تصنعون منتجاتكم،وكيف توزعونها و أسعاركم ولدي تقرير متكامل عنكم يمكنني أن أحضره معي خلال المقابلة. كذلك سبق لي أن عملت مع أحد أهم منافسيكم في السوق لذلك لدي خبرة كافية.
ما أن سمع مسؤول التوظيف ذلك حتى تغيرت نبرته إلى نبرة ودودة لطيفة ودعاني مباشرة للحضور لمقابلة شخصية يوم الثلاثاء وحصلت على الوظيفة يوم الأربعاء.
إنتهت قصة و تجربة السيد جيلبرت
قد يقول أحدكم أن جيلبرت لديه خبرة عملية خدمته ومنحته قوة لذلك كان تقديمه لنفسه قويا وأقول: حتى لو كنت بلا خبرة تستطيع أن تلفت نظر مسؤول التوظيف بمكالمة ذكية: مثلا:
– قبل المقابلة الشخصية وبعد جمعك معلومات عن المنشأة س التي ستعمل فيها مقابلة، قم بالبحث جيدا و أجمع معلومات عن منافسي الشركة س ، منتجاتهم، ما يميزهم….الخ بعد ذلك حلل مايميز المنافسين وماينقص الشركة س من واقع تخصصك و أكتب تقريرا منظما وملفتا، و أبلغ مسؤول التوظيف بأن لديك تقريرا يهمكم و أنك ترغب في الحصول على فرصة مقابلة. كن ذكيا و ابذل مجهودا في جمع المعلومات.
تذكر أن الهدف من إجراء مكالمة ذكية هو تمييز نفسك من عشرات بل ومئات السير الذاتية التي تصل لمسؤول التوظيف، لفت نظر المسؤول لك، و خلق فرصة لإجراء مقابلة.
من المهم جداً أن نكون أذكياء ومبتكرين لنحظى بفرصة الحصول على مقابلة شخصية، ولفت إنتباه مسؤول التوظيف.
بعض الإضافات البسيطة لها نتائج إيجابية كبيرة.
تذكر : كن مبتكِراً فتُذكر وكن تقلدياً فتُنسى
ضع بصمتك.
مارس 17, 2014
يحكي صديقي “فهد” قصة نجاحه في الحصول على وظيفة بطريقة مختلفة لفتت نظر مسؤولي التوظيف الذين أجروا معه المقابلة.
يقول: لم تكن مقابلتي بنفس السهولة التي يمر بها الآخرين، فغالبا تواجه كطالب عمل شخص واحد يقوم بمقابلتك، لكن في حالتي تحديدا لم يقابلني شخص واحد في ذات المقابلة ولا شخصين ولا ثلاثة ولا أربعة بل خمسة أشخاص قابلوني في ذات الجلسة.
أبلغتني الشركة قبل المقابلة بأسبوع أنني سأواجه ٥ أشخاص،و بمجرد سماعي للخبر أصبت بالرعب خاصة أنني لا أملك خبرة كافية في مواجهة هذا العدد من المقابلين
و يواصل “فهد” حديثه: قبل اللقاء بعدة أيام ركزت بحثي على الاطلاع على السيرة الذاتية للأشخاص الخمسة الذين سيقابلوني، اهتماماتهم، هواياتهم …. الخ وذلك من خلال مواقع التواصل و حساباتهم في لينكدان، قمت بعدها و من واقع اهتمامات و سيرة كل شخص في المقابلة و جهزت ملف خاص به بنية تسليمه له شخصياً أثناء المقابلة، وضعت في هذا الملف الذي طبعت عليه صورتي و لوجو خاص بي لتمييزي و اسم الشخص الذي سيقابلني (١- سؤال للمقابل،٢- صورة من سيرتي الذاتية،٣- و جدول لتقييمي) قمت بكتابة سؤال مختلف لكل واحد منهم عن المنشأة و بيئة العمل وذلك من زاوية اهتمامه، مثلاً كان المسؤول أ مهتم بخفض التكاليف فقمت بتوجيه سؤال عن توجه الشركة في خفض التكاليف وهكذا، في يوم المقابلة و بمجرد أن دخلت حجرة المقابلة حيث استقبلني ٥ أشخاص قمت مباشرة و قبل جلوسي بتسليم كل شخص منهم ملفه ودون تردد مني وكأني أعرفهم جيداً، فقد حفظت صورهم جيداً من خلال حساباتهم في لينكدان، توجهت مباشرة للشخص الأول وقلت: أستاذ عبدالله تفضل هذه نسختك، أستاذ خالد تفضل هذه لك، وهكذا.
تعجبت لجنة المقابلة الشخصية من معرفتي بهم جيداً و من الملفات التي سلمتها لهم و من تنظيمي و ثقتي بنفسي، لاحظت نظرات الإعجاب في عيونهم، الأمر الذي اكسبني ثقة عالية في نفسي ساعدتني على الإجابة على تساؤلاتهم بطريقة جيدة. بعض الأشياء والإضافات البسيطة التي نعملها، لها أثر كبير في نجاحنا أثناء المقابلة.
اكتب لكم هذا القصة قبل ذهابي لوظيفتي، أوه نسيت أن أخبركم بأنهم قبلوني بسرعة و نلت استحسانهم.
– بطل القصة الحقيقية:صديقي فهد، أعرفه منذ عامين، ونتواصل بإستمرار، بعد أن عرف أن عدد من سيجرون معه المقابلة خمسة أشخاص، تواصل معي للتفكير سوياً، وبطريقة مبتكرة، ساعدته للوصول لهذه الفكرة البسيطة . بإختصار:
كن مبتكراً فتُذكَر، ولا تكن تقليدياً فتُنسى. هذا هو السر.
مارس 5, 2014
محمد باخشوين











