Image

     في أحد الأيام وبينما كنت في مدينتي الكندية الهادئة أقف في طابور أحد المقاهي لاحتساء قهوتي المفضلة وما أن جاء دوري حتى تقدمت بهدوء وطلبت قهوتي وما أن هممت بإخراج محفظتي حتى بادرتني البائعة بابتسامة قائلة : لا داعي للدفع فقد قام الزبون الذي كان قبلك بلحظات بدفع ثمن قهوتك، حقيقةً لم أستوعب ما  قالت فرددت عليها بأنني قد حضرت للمقهى وحدي وليس لي صديق هنا، قالت: هو قد دفع ثمن قهوتك وهو يجلس هناك وأشارت لمكانه، دقائق مملوءة بعلامات الاستفهام والتعجب أحاول فيها تحليل تصرف رجل غريب لم أقابله  أبداً، خرجت بعدها بعدة 😜تحليلات كلها سلبية وسيئة كنت أظنها في الرجل

تقدمت بخطوات بطيئة مترددة صوب الرجل فبادرته بالتحية والشكر على قهوته وسألته متعجباً عن سبب دفعه ثمن قهوة شخص غريب لم ولن يقابله أبداً.

ابتسم الرجل و فاجأني بجواب غير متوقع جعلني أخجل من تحليلاتي، قال: الحكاية ببساطة ياسيدي أني فقط أحاول اسعاد ولو شخص واحد. شكرته مغادراً بابتسامة وانا مملوء بالسعادة

Image

وفي مكان آخر من العالم حيث الولايات المتحدة الأمريكية قرر مجموعة من المتطوعين تأسيس مجموعة تطوعية تقوم بالانتشار في عدة شوارع من مدينة نيويورك يبدأ عملها في ٣٠ من شهر يونيو الماضي مهمتها ببساطة نشر الحب و زرع الابتسامة على وجوه الآخرين بكلمات لطيفة ايجابية محفزة يلقونها على آذان المارة أو مساعدات بسيطة كتقديم ماء بارد في يوم حار.

إن زرع ورود من الابتسامات في صحاري حياتنا القاحلة مهمة لا تحتاج منا الكثير من العمل أو الجهد أو المال، كل ماتحتاجه هو كسر ذلك الجمود الذي يسكن مشاعرنا ومحاولة التعبير عنها بأبسط العبارات، أروع المشاعر تلك التي لاتكون بتخطيط مسبق أو جدولة مرتبة، لنرتكب فعلاً رائعاً في الطريق العام و لنملأ حياتنا بالكثير من مشاريع الفرح الغير متعثرة  في ظل ملايين من مشاريعنا المتعثرة.