جوان 10, 2013
كأي موظف، فأنا نتاج بيئة عمل تحمل الكثير من القناعات الخاطئة و المغلوطة تعلمناها مِن سابقينا،
فالكثير منا كان يعتقد أن الاحترافية تتنافى تماماً مع روح المرح فتجده يخلع ابتسامته بمجرد دخوله باب مكتبه ظناً منه أن الموظفين سيحترمونه أكثر و ليحافظ على هيبته و يحكم سيطرته على مكان العمل.
قبل عدة سنوات و عندما كنت مشرفاً في بداية منصبي جاءني مشرف أكثر مني خبرة و “وقاراً” بعد أن شاهدني و أنا أرتكب ” ذنب” الضحك مع الموظفين، أقترب مني و همس في أذني بكل خبرة السنين همسة أب ناصح مُحَنَّك قائلاً: انتبه سيعتادوا عليك و سيصاحبوك!!!.
مرت السنين و جئت كندا للدراسة و كلما أدرس نظريات الإدارة القاضية بضرورة الإقتراب من الموظفين أتذكر دوماً ذلك المشرف و نصيحته الفتّاكة التحذيرية كمبيد الحشرات “ريد”: انتبه سيعتادوا عليك و يصاحبوك” فأبتسم و استغفر له ربي فكم حرمنا من مرح.
اكتشفت من خلال معايشتي للغرب المحترف أنهم يمارسون الإحترافية بمنتهى المرح، فالإحترافية لا تتنافى أبداً مع المرح، بل إن الموظف المحترف هو الذي يتقن ادخال جو من المرح في بيئة العمل ودون أن يجرح الآخرين، في شركة جوجل شعار جداً رائع يطبقونه و يؤمنون به: تستطيع أن تكون جدِّياً دون ارتداء بدلة رسمية في إشارة الي تشجيع الملابس الغير رسمية، و أقول تستطيع أن تكون جدياً مُهاباً و أنت مَرِح، و لتغيير مفهوم الاحترافية لديهم فالموظفين في جوجل إذا رغبوا النزول من الدور الثاني في شركتهم للدور الأول يجب استخدام “زلاّقة” فينزلق الموظفين بما فيهم المدير التنفيذي من خلالها مثل الأطفال أثناء توجههم لاجتماع رسمي وهم يضحكون مرحاً.
و في إحدى المحاضرات و عندما أحس المدرس أننا بدأنا نشعر بالملل أدار فيلماً كوميدياً من اليوتيوب و شاركنا الضحك، و في إحدى غرف الاجتماعات لكلية الإدارة شاهدت الموظفين يجلسون مع مدرائهم يشاهدون ” توم و جيري” و يأكلون شرائح البيتزا و يضحكون.
من وقتها وعدت نفسي بتغيير بيئتنا التقليدية في العمل، وابتكار بهجاتنا الخاصة و سنرى كيف ترتفع الإنتاجية، وكيف أن هيبتنا و احترافيتنا لن يسقطان، ولو نصحكم أحدهم بعبارة “انتبه سيعتادوا عليك و يصاحبوك” أقرئوه سلامي و قولوا له: قم بس قم.
محمد باخشوين
رد
جوان 10, 2013
بدخول مواقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك، تويتر وغيرها) تفاصيل حياتنا اليومية، لم تعد وحدها حياتنا من تغير نمطها بهذه المواقع، بل حتى استراتيجيات الشركات تغيرت سواء التسويقية أو استقطاب الكفاءات وذلك منذ عام ٢٠١٠.
فقد كشفت دراسة أمريكية أن ٨٦٪ من الشركات تُفَتِّش في حسابات التواصل الإجتماعي للمتقدمين للوظائف ، و ٤٤٪ منهم يبنون قرار الاستبعاد و التصفية بناءً على ما يكتبه المتقدمون في هذه المواقع. كما اعترفت شركات كثيرة أن هذه المواقع سهَّلت عليهم كثيراً عملية التصفية.
بل إن بعض الشركات تُدَقِّق جداً في الأوقات التي نشرت فيها تغريداتك السابقة في تويتر وأنت على رأس عملك السابق،لأنه مؤشر قوي على تغريدك وقت الدوام الرسمي ودلالة على أن حضرتك ” بايعها”.
كمسؤول سابق في إدارة الموارد البشرية سأُبَسِّط لكم الفكرة، فلو كنت أبحث عن مشرف توظيف لشركتي و تفاجأت بأن تغريداته تفيض بالعنصرية تجاه لون أو عرق أو ديانة بعينها فإنني سأستبعد هذا المرشح فوراً، فمشرف التوظيف يتحتم عليه حيادية الاختيار بناءً على الكفاءة فقط.
ولو كنت أبحث عن مشرف مسؤول للعمل مع القسم النسائي مثلاً و اكتشفت أن المتقدم ” غزلنجي” من طراز رفيع في تويتر فبلا تردد سأغازل المتقدم باستبعاده.
كما تنصح الدراسة تجنب التغريد والتعرض لمواضيع عدة مثل التحدث سلباً عن شركتك السابقة، الإفصاح أو التشهير بإسم رئيسك السابق، التفاخر بنجاحك في خداع رئيسك أو الكذب عليه،أو حتى إعلان نيتك بتقديم استقالتك عبر تويتر.
لذا انتبه عزيزي المغرد طالب العمل على صحيفتك واجعلها خالية من السوابق، فمواقع التواصل الاجتماعي قد تقطع تواصلك المهني، وَ رُبَّ تغريدة قد تجعلك تُغني “ظلموه”.
محمد باخشوين
جوان 7, 2013


