4 out of 5 dentists recommend this WordPress.com site

Monthly Archives: جوان 2013

balon

كأي موظف، فأنا نتاج بيئة عمل تحمل الكثير من القناعات الخاطئة و المغلوطة تعلمناها مِن سابقينا،

فالكثير منا كان يعتقد أن الاحترافية تتنافى تماماً مع روح المرح فتجده يخلع ابتسامته بمجرد دخوله باب مكتبه ظناً منه أن الموظفين سيحترمونه أكثر و ليحافظ على هيبته و يحكم سيطرته على مكان العمل.

قبل عدة سنوات و عندما كنت مشرفاً في بداية منصبي جاءني مشرف أكثر مني خبرة و “وقاراً” بعد أن شاهدني و أنا أرتكب ” ذنب” الضحك مع الموظفين، أقترب مني و همس في أذني بكل خبرة السنين همسة أب ناصح مُحَنَّك قائلاً: انتبه سيعتادوا عليك و سيصاحبوك!!!.

مرت السنين و جئت كندا للدراسة و كلما أدرس نظريات الإدارة القاضية بضرورة الإقتراب من الموظفين أتذكر دوماً ذلك المشرف و نصيحته الفتّاكة التحذيرية كمبيد الحشرات “ريد”: انتبه سيعتادوا عليك و يصاحبوك” فأبتسم و استغفر له ربي فكم حرمنا من مرح.

اكتشفت من خلال معايشتي للغرب المحترف أنهم يمارسون الإحترافية بمنتهى المرح، فالإحترافية لا تتنافى أبداً مع المرح، بل إن الموظف المحترف هو الذي يتقن ادخال جو من المرح في بيئة العمل ودون أن يجرح الآخرين، في شركة جوجل شعار جداً رائع يطبقونه و يؤمنون به: تستطيع أن تكون جدِّياً دون ارتداء بدلة رسمية في إشارة الي تشجيع الملابس الغير رسمية، و أقول تستطيع أن تكون جدياً مُهاباً و أنت مَرِح، و لتغيير مفهوم الاحترافية لديهم فالموظفين في جوجل إذا رغبوا النزول من الدور الثاني في شركتهم للدور الأول يجب استخدام “زلاّقة” فينزلق الموظفين بما فيهم المدير التنفيذي من خلالها مثل الأطفال أثناء توجههم لاجتماع رسمي وهم يضحكون مرحاً.

و في  إحدى المحاضرات و عندما أحس المدرس أننا بدأنا نشعر بالملل أدار فيلماً كوميدياً من اليوتيوب و شاركنا الضحك، و في إحدى غرف الاجتماعات لكلية الإدارة شاهدت الموظفين يجلسون مع مدرائهم يشاهدون ” توم و جيري” و يأكلون شرائح البيتزا و يضحكون.

من وقتها وعدت نفسي بتغيير بيئتنا التقليدية في العمل، وابتكار بهجاتنا الخاصة و سنرى كيف ترتفع الإنتاجية، وكيف أن هيبتنا و احترافيتنا لن يسقطان، ولو نصحكم أحدهم بعبارة “انتبه سيعتادوا عليك و يصاحبوك” أقرئوه سلامي و قولوا له: قم بس قم.

محمد باخشوين


To-Tweet-Or-Not-To-Tweet
 
 
بدخول مواقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك، تويتر  وغيرها) تفاصيل حياتنا اليومية، لم تعد وحدها حياتنا من تغير نمطها بهذه المواقع، بل حتى استراتيجيات الشركات تغيرت سواء التسويقية أو استقطاب الكفاءات وذلك منذ عام ٢٠١٠.
 
فقد كشفت ‏دراسة أمريكية أن ٨٦٪ من الشركات تُفَتِّش في حسابات التواصل الإجتماعي للمتقدمين للوظائف ، و ٤٤٪ منهم يبنون قرار الاستبعاد و التصفية بناءً على ما يكتبه المتقدمون في هذه المواقع. كما اعترفت شركات كثيرة أن هذه المواقع سهَّلت عليهم كثيراً عملية التصفية.
بل إن بعض الشركات تُدَقِّق جداً في الأوقات التي نشرت فيها تغريداتك السابقة في تويتر وأنت على رأس عملك السابق،لأنه مؤشر قوي على تغريدك وقت الدوام الرسمي ودلالة على أن حضرتك ” بايعها”.
 
كمسؤول سابق في إدارة الموارد البشرية سأُبَسِّط لكم الفكرة، فلو كنت أبحث عن مشرف توظيف لشركتي و تفاجأت بأن تغريداته تفيض بالعنصرية تجاه لون أو عرق أو ديانة بعينها فإنني سأستبعد هذا المرشح فوراً، فمشرف التوظيف يتحتم عليه حيادية الاختيار بناءً على الكفاءة فقط.
ولو كنت أبحث عن مشرف مسؤول للعمل مع القسم النسائي مثلاً و اكتشفت أن المتقدم ” غزلنجي” من طراز رفيع في تويتر فبلا تردد سأغازل المتقدم باستبعاده.
 
كما تنصح الدراسة تجنب التغريد والتعرض لمواضيع عدة مثل التحدث سلباً عن شركتك السابقة، الإفصاح أو التشهير بإسم رئيسك السابق، التفاخر بنجاحك في خداع رئيسك أو الكذب عليه،أو حتى إعلان نيتك بتقديم استقالتك عبر تويتر.
 
لذا انتبه عزيزي المغرد طالب العمل على صحيفتك واجعلها خالية من السوابق، فمواقع التواصل الاجتماعي قد تقطع تواصلك المهني، وَ رُبَّ تغريدة قد تجعلك تُغني “ظلموه”.
 
محمد باخشوين

Pile of Lightbulbs

قبل ٣ أعوام ذهبت لأحد المراكز التجارية لشراء بعض العطور، كعادتي أقوم بتجربة العديد من العطور الجديدة ثم لا ألبث أن أعود لشراء عطوري القديمة فولائي للقديم كبير.

استقبلني شاب في منتصف العشرينات بإبتسامة جميلة رحب بي و أجلسني أمامه، بدأ الشاب بعرض عطوره بطريقة غير تقليدية لم أشاهد مثلها، كان يبتدئ بتاريخ صناعة العطر، فكرته، الزهور المستخدمة فيه، بعض المعلومات عن صاحبه، و أهم المشاهير الذين يستخدمونه، ترتيب العطر في قائمة الـ Top 10 العالمية،

كان يسرد لي كل تلك المعلومات بثقة وكأنه محاضر جامعي خبير، أدهشتني كثيراً طريقته في العرض وهو البائع الذي لم تتجاوز خبرته عن الثلاثة أعوام، اضافة الى أنني عميل قديم لذات المحل وتعاملت مع معظم البائعين و لم يكن أحدهم يملك ولا ١٠ ٪ من معلوماته الغزيرة حتى أقدم العاملين في المحل قد يجيبك حين تسأله عن أي معلومة عن العطر بقول: لا أعرف.

كان بائع العطور الشاب يشرح لي تاريخ العطر وكأنه شخصية تاريخية كنابليون بونابارت مثلاً و كان يتحدث وتحس بحبه وعشقه لعمله.

سألته بعد إبداء إعجابي بمعلوماته وهل هذه المعلومات تعلمتها من إدارة المحل التي بدأت تهتم بتدريب بائعي العطور. أجاب مبتسماً أن كل هذه المعلومات جمعها و بإجتهاد شخصي من الإنترنت و من مواقع العطور العالمية و المواقع المتخصصة، اندهشت و اتبعت سؤالي بآخر: وهل كل ذلك كان بسبب طلب الإدارة منك بقراءة عامة حول العطر، قال لا ولكنها بدافع داخلي فيجب أن أُلِمَّ بتفاصيل سلعتي إن أردت تسويقها بصدق.

في نهاية اللقاء اشتريت عطوري هذه المرة ( عطور جديدة ) كلياً، صافحت الرجل بحرارة وحفزته و غادرت المكان.

مرت سنتين على ذلك اللقاء وفي مساء أحد الأيام دخلت لذات المحل فقلبت بصري أبحث عن ذلك البائع ولكني لم أجده، سألت عنه فدلوني عليه، كان واقفاً بأناقة و ثقة في منتصف المحل ما أن شاهدني حتى تقدم نحوي و سلم علي و باعني أيضاً عطور جديدة وبذات الطريقة المدهشة ثم منحني كرته، نظرت للكرت فتفاجأت أنه مدير المعرض، هنأته على منصبه وكأنه قرأ علامة الاندهاش في عيوني فاصطحبني لمكتبه الجميل و بدأ يشرح لي قصة كفاحه و تميزه في فترة بسيطة و كيف أنه رفع من معايير العمل واشترط على جميع البائعين الجدد القراءة حول المنتج و المعلومات عنه و كيف أنه زود العاملين بكتيبات تحوي معلومات متنوعة ليقرأوا عنها.

أدهشني بائع العطور السابق ومدير المعرض الحالي، معلوماته التي جمعها، ذكاءه و مبادرته في البحث والتعلم ودون أن يطلب أحد منه ذلك، أدهشتني رغبته في التطور، و عدم اختلاقه أعذار واهية مثل: إدارتي لاتهتم بالتدريب، أو لا يمكنني ان اجد فرصة للترقية وهناك أقدم مني لم يتم ترقيته.

كانت قصة نجاح متميزة و رائعة عنوانها المبادرة و الإصرار.

محمد باخشوين