.لم يخطر ببال سائق الباص في مدينة وينبيج أن تصبح سيرته على كل لسان
ففي أحد الأيام وبينما كان السائق يقود الباص كالعادة سائراً في طريقه إذ به يتوقف فجأة و يترك عجلة القيادة مترجلاً صوب أحد المساكين في الشارع أو ما يطلقون عليه ” هومليس” بالانجليزية والذي كان يسير حافياً دون حذاء، بعد دقائق من الحديث إذ بسائق الباص يخلع نعليه ويقدمهما للمسكين ثم يعود إلى عجلة القيادة بجوربيه فقط دون حذاءه ولكن ابتسامة رضا ترتسم على محياه وسط ترقب الركاب لهذا الموقف النبيل والعمل الإنساني الذي يفيض بالرحمة تجاه أحد الغرباء
بعد نزول أول راكب من الباص سأله: لماذا منحت حذاءك للغريب؟ أجاب سائق الباص النبيل: لم أتمكن من مشاهدة أحدهم يسير بلا حذاء في مثل هذه الحرارة المرتفعة.
إن تقديم المعروف لمن تعرف عمل رائع، وتقديمه لمن لا تعرف عمل أكثر روعة و نبل، كم هو جميل أن تباغت الآخر في عز احتياجه بمعروف يسد عوزه و حاجته، كم من الشهامة أن تسبق أوجاع الآخر وتتنبأ بها وقبل أن يبوح بها تهديه وردة.
ما أجمل أن نحقن عالمنا ومشاعرنا الجافتين كصحراء بكلمات وأفعال رغم بساطتها لكنها تحمل تأثير سحر
ما أجمل أن ننشر الحب فيما بيننا على هيئة معروف و بلا ضجيج أو ثرثرة و أن نقدمه بيمنانا والا تعلم عنه يسارنا.
محمد باخشوين


أحدث التعليقات